Uncategorizedعلممراجعة

SW072 السايوير وأفضل الأخبار العلمية لسنة 2011

السايوير من البداية

عادة، حينما يكون هناك برنامج مثل برنامجي يقوم المقدم للبرنامج بتلخيص أهم ما جرى فيها خلال السنة الجارية في نهاية العام، بما أن هذه أول سنة سأقوم فيها بالتحدث عن النشاط في السنة الماضية سأشمل موضوعين رئيسيين، الأول هو أفضل مواضيع البودكاست لسنة 2011، وايضا سأتكلم عن أفضل 10 أخبار علمية لنفس السنة هذه، ولكن بما أن هذه أول مرة أصنع فيها بودكاست بهذا الطريقة سيكون الحديث عن البودكاست من البداية وستكون النظرة عامة عن الحلقات منذ البداية، وفي السنوات القادمة إن شاء الله سأتحدث عن سنة واحدة فقط.

بالتعاون مع شبكة أبو نواف أقدم لكم هذه الحلقة من السايوير بودكاست شبكة أبو نواف تقدم مواد ترفيهية وأخرى هادفة، ولاهتمامهم بتقديم مواد مفيدة وبناءة ترسل لكم السايوير بودكاست من ضمن باقتها المنوعة، ليصل البودكاست لمسامع أكبر عدد من أفراد العالم العربي.

لا تنسى أن تدعم السايوير بودكاست من خلال Patreon، كن مع الداعمين.
Become a Patron!

السايوير وأفضل الحلقات التي استمع لها أكثر الناس

أول حلقة للسايوير بودكاست نزلت كانت في 13/8/2009، وكانت الحلقة عن التليسكوب كيبلر، قررت أنه حينما أصنع أي بودكاست أن أكتب المحتوى قبل أن أسجل صوتي، بعض المستمعين لا يعلمون أنني أقرأ من على الشاشة ما قد جهزت له مسبقا، وإني أحول الكلمات باللغة العربية إلى حل وسط بين اللهجة الكويتية واللغة العربية، وأحيانا أنجح في انتقاء الكلمة على عجالة، وأحيانا أفشل في اللهجة وحتى في اللغة، أنا أعرف أن البعض يفضل أن أتكلم باللغة العربية، خصوصا من هم خارج نطاق الخليج، ولكن مشكلتي أنني لا أستطيع ضمان إعراب الكلمة بالشكل الصحيح، فقررت الهروب إلى الأسهل (وحتى هذه الحلقة، كتبتها أولا، ثم بدأت بقراءتها)، عموما، الكتابة مهمة جدا لترتيب وتنظيم الأفكار بشكل متسلسل.

في أول أسبوع لي بعد نشر أول بودكاست حصلت على 35 مستمع  (قياس عدد المستمعين يتم على مدى أسبوع كامل، كما هو متعارف في عالم البودكاست)، أذكر حينما صنعت أول بودكاست كنت أراجع الإنترنت عدة مرات كل يوم حتى أعرف إن نزّل البودكاست أحد، ولكن حتى بعد أن قمت بفتح عدة حسابات على منتديات ووضع موضوع السايوير على كل من تلك المنتديات للإعلان عنه إلا أنه لم يرتفع العدد كثيرا. كان هناك أخرون في الساحة، ولكن في تلك الأيام لم يكن هناك بودكاست عربي علمي وتكنولوجي واحد، كان هناك برنامج تكنولوجي واحد على الإنترنت فقط، فكان الطنين في أذني يقول لي أن هذا العدد غير منطقي، لابد أن الكثير من الناس تبحث عن برامج تقدم له العلم، فأين هم؟

عملت بودكاست بعد الآخر، ولكن التجارب لم تأت بنتيجة موفقة، الأعداد تزداد ولكنها تزداد ببطئ شديد، المشكلة في ذلك أنه لو أن الأعداد توقفت عن الازدياد لاتخذت القرار في أن أجتث البودكاست من جذوره وأرميه، ولو أنه ازداد في العدد بسرعة، لهانت الأمور أيضا، لأصبحت سعيد جدا لأن الصوت العلمي يصل لأعداد كبيرة، ولكن الوضوع الوسط جعلني مترددا، فتارة أتشجع وتارة أتحبط، أحيانا أقرر أن أهجر البودكاست، ولكني كنت أندفع حينما أفكر في موضوع علمي شيق أعتقد أنه مفيد للناس، فأرجع مرة أخرى لأصنع بودكاست جديد.

في الحقيقة إني أستمتع بنشر العلم، ويهمني جدا أن أنشر المعلومات الصحيحة على قدر الإمكان، لماذا؟ لأن هناك الكثير ممن يطرحون “العلم” بطريقة جذابة ويقومون بربطها بقضايا أخرى غير علمية بهدف التكسب، وهنا أقولها بصراحة، أن الكثير منهم لا يهمه أن تكون المعلومة التي ينشرها صحيحة أو خاطئة، ولا يهمه أن يضيف للمعلومات بهارات زائدة غير دقيقة فقط ليجذب الناس ويحصل على أكبر عدد ممكن من المتابعين (سواء على شاشات التلفزيون أو الراديو أو اليوتيوب أو ما أشبه)، البعض بحسن نية يغالط في المعلومات، والبعض الآخر يقوم بذلك بسوء نية، والأسوء من هذا أن أولئك الأشخاص لا يقومون بتصحيح أخطائهم حتى بعد اكتشافهم لها، وهذه مصيبة، ولذلك واحدة من أهدافي هي الاهتمام بصحة المعلومة على قدر الإمكان مع تصحيح الخطأ حينما أكتشفه، هذا يعطي للبودكاست مصداقية، والكثير من المستمعين أكدوا لي أنهم يطمئنون لسماع البودكاست لهذا السبب.

بعد أن بدأ البودكاست بعدد بسيط من الناس الآن يستمع له الآلاف من العالم العربي، بما في ذلك العرب الذين يعيشون في الكثير من الدول الغربية، لدي إحصائيات للبودكاستات وهذه الإحصائيات تبين أعداد الإنزلات للبودكاست من على الإنترت، أضف لذلك أن الكثير من الشباب – حسب ما ذكر لي في الإيميل – يسجل البودكاست على السي دي ويوزعها في منطقته لنشر العلم، وأنا شاكر لهم كثيرا هذا المجهود، لن أعلن عن الإحصائيات حتى تصل إلى حد يمكنني به أن أتحدى البودكاستات الإمريكية، فبعض البودكاستات الإمريكية أعداد مستمعيها تصل لمئات الآلاف أسبوعيا.

الآن أنا وصلت إلى الحلقة الـ 71، وفي هذه الحلقات مزجت بين المواضيع المختلفة حتى أصل إلى أكبر عدد من المستمعين باختلاف أذواقهم، ولكني أشعر أن هناك عدة نواقص، منها وفي مقدمتها حلقات عن البيئة، وهو موضوع مهم جدا، والعالم الآن يعاني من مشاكل التغيرات المناخية، وهناك نواقص في المواضيع الطبية والبيولوجية بشكل عام، وهذه تحتاج لشخص متخصص جدا، لذلك أحتاج لأطباء ومختصين للحديث في هذا المجال، هناك أيضا خلل في المقابلات، كلها إلى الآن رجالية، أحتاج لأن أطور من هذا الجانب ولأقابل شخصيات علمية نسائية، وهي موجودة، ولكني أحتاج أن أركز في بحثي عنهم المرات القادمة.

أما بالنسبة لأفضل 10 الحلقات وأكثرها إنزالا من الإنترنت حسب الإحصائيات فهي كالتالي (وتستطيع أن تقارن اختياراتك لأفضل الحلقات مع أذواق الناس):

10. نهاية العالم 2012

9. حقيقة الأشياء.

8. التصنيف والجماعات (علم الإجتماع).

7. لماذا نرى الأنماط

6. التكنولوجيا النانو: مقابلة مع الدكتور عبد الوهاب المسلم.

5. رحلة  مع الذرة عبر الزمن 2: مقابلة مع المهندس عايد العجمي.

4. التنافس الكبير: العقل البشري والذكاء الإصطناعي 2.

3. قراءة الأفكار وعرض مصور للأفكار (نهاية الخصوصية).

2. من العد إلى كون الرياضيات.

1. العالمون: الأكوان المتوازية والعوالم المتعددة.

سألت المتابعين على الفيس بوك عن آرائهم في أفضل الحلقات وأيضا وصلتني رسائل بالإيميل مسبقا تمتدح بعض الحلقات، هناك تباين كبير في الآراء، ومن الصعب علي تقرير أي من الحلقات لها الوزن الأكبر في التفضيل، الكثير من المستمعين ذكروا لي من حلقات مفضلة لديهم وقد ذكرتها من ضمن العشر الأفضل (لن أعيد ذكرها مرة أخرى)، هناك حلقات أخرى لم تكن في القائمة السابقة أعجب بها الكثير، مثل حلقة التحكم بالأحلام، والنظرية النسبية الخاصة العامة، وحلقة الألغاز، وكذلك قصة هنرياتا لاكس العاطفية، والرجل المطر.

أكثر 10 دول استماعا للبودكاست هي السعودية وهي أكثر الدول استماعا بلا منزاع، ثم الولايات المتحدة الأمريكية والكويت ومصر والجزائر والمغرب والإمارات ثم العراق بريطانيا والبحرين، والاستماعات تصل من الشرق إلى الغرب بما في ذلك الصين والهند، ليصل إجمالي الدول المستعمة إلى 110 دول.

وصلتني رسائل عديدة من المستمعين سواء من خلال الإيميل أو الفيس بوك الذي وصل متابعوه إلى 46,000 معجب بالسايوير، وأيضا من خلال المدونة وصلتني رسائل وكذلك من خلال التعليقات على الآيتيونز، ولولا اهتمامكم بالسايوير بودكاست لما كان لهذه الحلقات أن تكمل مسيرتها، ودليل نجاح أي مشروع من هذا النوع يأتي من أصوات التفاعل من الناس، فأشكركم جميعا للاستماع للبودكاست وكذلك لنشر البودكاست ولإرسال رسائل طيبة مليئة بالمحبة  التشجيع.

هناك أيضا بعض المستمعين الخارقين، وأولئك ساهموا في نشر البودكاست والكتابة عنه ودعوة الناس لسماعه بحماس شديد جدا، بعضهم أعرفهم شخصيا، وبعضهم أصبح صديق والبعض لا أعرفه على المستوى الشخصي وإن كان يستحق المعرفة، من أولئك النشطين اخترت البعض لأشكره بطريقة خفية قد تخفى عن الكثير من المستمعين للسايوير، وهي أنني أذكر أسماءهم في قصة من القصص التي أؤلفها، لكني لا أذكر الإسم بالضبط بل أغير منه قليلا، فأتوج الحلقة باسم الشخص بطريقة غير مباشرة، هناك من الأسماء التي ستأتي لاحقا في القصص المستقبلية، أولئك لم أجد الفرصة لأشكرهم بعد، هناك عدة أسماء تضل تدور في ذهني وأنا مقصر في حقهم، وخصوصا أنهم من الذين ساهموا ليس فقط في نشر البودكاست بل أن مساهماتهم ونصائحهم أثرت في البودكاست بشكل مباشر وجعلته أفضل بكثير.

بعض التعليقات

عبد الرحمن السديس يقول على الفيس بوك: “… بعدما سمعت الحلقات التالية ادركت بعدا اخر للحياة والفلسفة والتفكير في الوجود ، حتى في نقاشاتي مع الزملاء اصبحت اكثر قوة وتشويقا…” يهمني جدا أن النقاشات ترتفع بين الشاباب.

ومن على المدونة تصل الكثير من التعليقات، وأود أن أشير إلى أن الكثير ممن يكتشف البودكاست يندم أنه لم يعرف عنه في السابق، ولذلك تجدوني دائما أنصح بنشر البودكاست، وذلك لأن الكثير حينما يكتشف وجود المادة العلمية يجد بديل مناسب للبرامج الأخرى. وهذه رسالة من م. عبد الرحمن من مصر من على المدونة: “الحقيقة أنا مبهور!!!!! رائع أخي الفاضل، مباشرة مدونتك المفضلة، لا أدري لماذا لم أسمع بك من قبل، وسأبدأ من الحلقة الأولى إنه شاء الله لأستفيد…

هناك الكثير الكثير من التعليقات التي فيها من المديح الذي لا يمكن لي أن أذكرها من غير أن ينتفخ رأسي بالتكبر، وبعضها يصل في المديح إلى درجات عالية جدا، ولكني أظل شاكر للشباب والشابات لإرسالهم لهذه الرسائل، هي التي تدفعني إلى الأمام.

كلمة أخيرة عن البودكاست، ونصيحة لكل من تسول له نفسه صناعة البودكاست، البودكاست ليس عن المقدم للبرنامج، البودكاست ليس عن شخصيته، البودكاست هو برنامج عن المستمعين، هو عن ما يهم المستمعين، أو بالأحرى عن أسئلة تهم المستمعين وإن لم يسألوها إلا ضمنيا، الكثير من البودكاستات الناجحة تجيب على هذه الأسئلة، وأنا أحاول أن أجيب عليها أيضا، ولذلك تجد أنك تنجذب كما ينجذب غيرك لهذه البودكاستات التي تتعرض للإجابة عليها، ما هي هذه الأسئلة يا ترى؟ إنها أسئلة مفصلية في حياتك.

من أين أتينا؟ ما هو المطلوب منا الآن؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟ ربما تقول “فففففه” هذه الأسئلة تمت الإجابة عليها في الدين، نعم تمت الإجابة عليها في الأديان، وفي الفلسفة وفي الأساطير وفي العلوم، صحيح، قد تكون هناك أجابات صحيحة، وقد تكون هناك أجابات خاطئة، ولكن من الناحية العلمية هناك تفصيل طويل عريض في سرد الإجابة، قد لا تتعلق الإجابة في الناحية الروحية، ولكنها تجيب على النواحي المادية البحتة، وهذه أيضا لها سحرها الخاص، في محاولات لأجابة العلم على هذه الأسئلة تُطرح نظرية الإنفجار العظيم وبدايات تكون الكون، وتطرح فكرة اتساع الكون، ويُفصل في المكونات الأساسية لهذا الكون بما في ذلك مكوناتك أنت المادية، ويفصل فيها تفصيلا كبيرا، ثم يتحدث العلم عن تكون الأرض وتطورها على مر السنين، ذلك هو الماضي، ثم ننتقل للإنسان ووجوده مع باقي المخلوقات، وأيضا علاقة الإنسان بالإنسان، وعلاقة الإنسان بنفسه، كيف يفكر الإنسان؟ وكيف يعمل عقله؟ وما هي حقيقة تلك الأشياء من حوله؟ ثم يفكر في تعمير الأرض والنظر إلى السماء والتأمل فيها، والبحث عن حياة ذكية شبية به، ثم ينظر للمستقبل، كيف سنكون نحن في المستقبل؟ هل سنتحول إلى سايبورجات (خليط بين البيولوجيا والإلكترونيات) هل ستتغلب علينا الكمبيوترات؟ هل سنغزوا الكواكب والمجرات وننشئ إمبراطوريات كونية؟ إلى أي مدى يمكننا أن نصل؟

لذلك إذا كنت تفكر في صناعة بودكاست فكر في سبب صناعة الحلقة، لماذا هي مهمة بالنسبة لي كإنسان؟ حتى لو كانت الأهمية بسيطة، عندها تكفي هذه الفكرة لصناعة حلقة، ربما لم أوفق في كل الحلقة لتكون الحلقة مهمة بالنسبة لنا كبشر، ولكن بالتأكيد هذه النصيحة لم تأت من تجربتي فحسب، بل من الكثير من التجارب التي قرأتها في الكثير من الكتب.

أقوى وأهم الأخبار العلمية والتكنولوجية لسنة 2011

بحثت على الإنترنت عن أقوى وأكبر أخبار العلمية التكنولوجية، المواقع تختلف اختلافا بسيطا في الأخبار أو في ترتيبها، أنا قمت بعمل مزج على حسب قراءتي للأخبار على مدى السنة الماضية، وعلى حسب قوة انتشار الخبر، لا أختلف كثيرا في الترتيب وانتقاء الأخبار، سأقدم الأخبار بشكل تنازلي، من العاشر إلى الأول في مستوى قوة الخبر وانتشاره.

10. ما لا تعرفه هو أن هناك العشرات الآلاف من الناس يقومون بطباعة الأشياء باستخدام طابعة جديدة قد تصل إليك في المستقبل القريب، هذه الطابعة هي الطابعة الثلاثية الأبعاد، الكثير من المواقع تحدثت ونشرت أخبارا عن هذه الطابعة، وكما هو واضح أن الطابعة هذه بدأت بالانتقال من الشركات الخاصة إلى أيدي عامة الناس، أحد الأصدقاء أخبرني أنه دخل على طبيب الأسنان لإصلاح إحدى أسنانه، فطبع له الطبيب ضرسا جديدا باستخدام آلة طابعة ثلاثية الأبعاد، ثم ركب الضرس في فمه، وهذا بصراحة إنجاز كبير، بالتأكيد أن طابعة مثل تلك مكلفة، ولكن الطابعات الثلاثية الأبعاد الحالية رخيصة وابتدائية، ليس ذلك فحسب، بل إن الأكبر من ذلك أن الطابعة التي تطبع أي شكل ثلاثي الأبعاد بإمكانها طباعة نسخة من نفسها، وهذا فعلا ما يقوم به بعض المستخدمين، حيث يطبعون القطع المختلفة التي تكوّن الطابعة، ثم يقومون بتركيب طابعة جديدة، لكن إن لم ترد أن تشتري طابعة ثلاثية الأبعاد وتود أن تطبع شيئا تستطيع رسم رسمة ثلاثية الأبعاد، ثم ترسلها على الإنترنت لشركات معينة، وبمجرد إرسال الصورة تقوم الشركة بطباعتها وإرسالها لك خلال 10 أيام.

9. استخراج الصور التي تراها من داخل المخ، استطاع العلماء أن يتنزعوا الصور لمشاهد تراها بعينيك، ينتزعونها من المخ باستخدام تصوير لتدفق الدم في المخ، الفكرة لا تعتمد على فتح المخ، كل ما هنالك أن المخ  يُصوَّر باستخدام الإف الإمي آر آي (fMRI) أثناء مشاهدة الشخص للقطات، صور الإم آر آي هذه تحتوي على حركة تدفق الدم في منطقة من مناطق المخ المرتبطة في العين، ثم باستخدام نموذج للمخ يقوم الكمبيوتر بتركيب صور متحركة تتاشبه مع الصور التي رآها الشخص بناءا على تحليل حركة الدم، الصور التي انتزعها العلماء من المخ لم تكن دقيقة، ولكنها تكفي لتُوقف شعر جلدك، هذه بداية الطريق، ومع تحسين الإف إم آر آي والتحاليل الكمبيوترية، سيتمكن العلماء من أن يشاهدوا أفكار الشخص في المستقبل مع أحلامه، وذلك اقتحام للخصوصية التي لطالما تمتع بها الإنسان.

8. رحلة للمريخ لاكتشاف ما إذا كانت هناك أي دلائل لحياة سابقة ميكروبية ابتدائية على سطح المريخ، بعثت ناسا مركبة فضائية وهذه المركبة اسمها كيوريوسيتي (Curiosity)  أو الفضول، ستبحث المركبة عن الماء أيضا، جهزت المركبة بعشر أجهزة تمكنها من التمحيص في التربة وأخذ عينات منها وتحليلها في مختبر مصغر، المركبة هذه كبيرة جدا في الحجم، وربما لو تشاهد الصور فلن تسعفك لمعرفة حجمها الحقيقي، إلى أن تقارنها بإنسان يقف بجانبها، حجمها يصل إلى حجم سيارة رباعي الدفع، ولها ستة عجلات، وتستطيع الدوران 360 درجة وهي في مكانها، وبإمكانها أيضا الصعود على تلال حادة الإنحدار. انطلقت المركبة في شهر نوفمبر (2011) وستهبط المركبة على المريخ في شهر 8/2012. ذلك سيكون يوما رائعا أنتظره بتلهف وشوق.

7. وفاة الأسطورة ستيف جوبز في عالم التكنولوجيا، العالم كله تأثر لفقدان الرجل الذي قفز على سرير التكنولوجيا ليوقض النائمين عليه، كان له تأثيرا ساحرا في إيصال المنتوج التكنولوجي للعالم، حتى كان يقال أن لديه المجال المحرف أو المشوه (Distortion Field) (كما في يقال في الأفلام الخيالية)، فكلما خرج على المسرح ليتحدث عن تكنولوجيا جديدة أفقد الحضور توازنهم، له تأثيرات كبيرة في عدة مجالات، منها الرسوم المتحركة الثلاثية الأبعاد، ومنها شركة أبل ومنتوجاتها التي غيرت بوصلة الشركات الأخرى، لم يكن ذلك فحسب، بل كان يتدخل في تفاصيل كل شيء يتم صناعته، حتى يضمن أن يكون ذلك الشيء في أحسن أحواله، فقدم لنا منتوجات إلكترونية مثل الآيفون الآيبود الآيباد والماك والآيتيونز.

6. واتسون يتغلب على البشر في مسابقة الجيبردي: يبدو أن عصر الكمبيوتر المتفوق على الإنسان قريب، الخطوات في تسارع، والكمبيوترات لا تكل ولا تمل، والإنسان يطورها بلا أي تردد، الآلات تستطيع أن تمشي على أربع، وعلى رجلين حالها حال الإنسان، التطورات هائلة في جعْل الكمبيوتر يميّز الأشياء، والتطورات في الذكاء الاصطناعي ليس لها مثيل، والأكبر قادم، ولكن في الخطوة الحالية للقضاء على البشر نجد أن شركة آي بي إم صنعت كمبيوترا يضاهي الإنسان في حل الألغاز في المسابقة الشهيرة  الجيبردي، وقد تغلب على أقوى لاعبي هذه اللعبة، وبعد هذا الفوز الساحق بدأت شركة الآي بي إم في تحويله إلى مشخص لأمراض، وفي المستقبل ربما سيكون هناك شيء شبيه بمحرك البحث جوجل، وستتمكن من إدخال حالتك الصحية وسيجيب عليك الكمبيوتر بدقة أكبر من دقة الطبيب في تشخيص المرض، وبعدها ربما يأتي اليوم الذي نطرح سؤالا فقهيا، ويجيب عليه الكمبيوتر، لقد تحدثت عن موضوع واتسون في حلقة الصراع ما بين العقل البشري والذكاء الاصطناعي، وسأتناول في الحلقة الأخيرة أشياء قد تصدمك عن التطورات في هذه المجال مما سيدعوك للنظر في قدرات الإنسان وفي تفوق الكمبيوتر المستقبلي، كل ذلك سيهزك من الأعماق. أما الآن فنحن نستمتع بقدرة الكمبيوتر على تحطيم قدرات الإنسان واحدة بواحدة.

5. الهيجز بوزن، وإن لم يكن هناك تأكيد على أن الجسيم الذي يتسبب بإعطاء الأشياء كتلها اكتشف، إلا أن العلماء في سيرن (CERN) كشفوا عن احتمال كبير لوجوده في الطبيعة، كلف المصادم الهدروني الكبير حوالي 10 مليارات دولار، وواحدة من أهدافه الكبرى هو الكشف عن وجود أو عدم وجود هذ الجسيم، والهيجز بوزون إنما هو آخر حلقة مفقودة في النوذج المعياري (Standard Model). نظرية النموذج المعياري تتنبأ بوجود مثل هذا الجسيم. سننتظر إلى ربما منتصف السنة القادمة لنعرف النتائج الكاملة، عندها سيؤكد أو ينفي العلماء وجود هذا الجسيم المهم.

4. من أكثر المواضيع العلمية تكرارا في الأخبار هي مواضيع اكتشافات لكواكب شبيهة بالأرض، أنا شخصيا أتابع هذا الموضوع بحماس لأهميته. بالرغم من أننا نعيش على أرض واسعة، وفيها 7,000,000,000 شخص إلا أننا لا نزال نحس بالوحدة، هل الإنسان فريد من نوعه في الكون أم أنه فصيلة من فصائل فضائية تعيش على كواكب أخرى؟ يحاول العلماء الإجابة على هذا السؤال من خلال البحث عن كواكب شبيهة بالأرض، المشكلة في ذلك أن رؤية تلك الكواكب باستخدام المناظير التي تعتمد على العدسات مستحيل، وذلك لبعد الكواكب هذه عن الأرض، فتخيل أن أقرب نجم للأرض بعد الشمس هو آلفا سانتوري (على حد ذاكرتي)، وهو يبعد عنا بقدر 4.3 سنة ضوئية، ولا أعتقد أن تلك النقطة تحتوي على كواكب، ولكن باستخدام التليسكوب كبلر والذي أطلقه العلماء في شهر 3 من سنة 2009 استطاع العلماء رؤية الكثير من الكواكب، وقد قمت بعمل أول بودكاست لي عن  هذا التليسكوب حينما أعلن العلماء اكتشاف أول كوكب لهم باستخدامه. وحتى يومنا هذا اكتشف العلماء 2326 كوكب مرشح (أي أنه يعتقد أنه كوكب ولكن يم يتم التأكد منه 100%) من تلك الكواكب المرشحة  أكد العلماء على أن 33 منها هي كواكب بالتأكيد، ذكرت في السابق أن هناك 200 مليار – 400 مليار نجمة في مجرتنا فقط، وقرأت خبرا قبل فترة أن العلماء اكتشفوا أن هناك عددا من الكواكب العائمة (باردة غير مرتبطة بنجم وتنجرف في الفضاء لوحدها) وعددها يصل إلى عدد النجوم في السماء أي 200-400 مليار كوكب، أما ما يبحث عنه العلماء هو الكواكب التي تدور حول نجوم، وهذه كثيرة أيضا، وإذا ما وجدوا كواكب تبعد عن نجومها بقدر ما تبعد الأرض عن الشمس وتتصف بصفات الأرض، فقد يعني ذلك أن الحياة عليها شبه مؤكدة، ولن يبقى سوى محاولة التواصل معها. أشبه كوكب بالأرض وجده العلماء كتلته ما بين 0.66 إلى 3.04 بالمقارنة مع كتلة الأرض، وله قطر يعادل 1.034 لقطر الأرض ودرجة حرارة سطحة كبيرة، وهي 431 درجة مئوية، ويدور حول النجم في سنة مدتها 19.5 يوم، يسمى ذلك الكوكب بـ Kepler-20f، ويبعد عنا بحوالي 950 سنة ضويئة.

3. نيوترينوز أسرع من الضوء: صدر هذا الخبر الذي قلب العالم العلمي بأكمله رأسا على عقب، لم تبق هناك جريدة علمية لم تتحدث عن هذا الموضوع بحماس، وتكاتف العلماء على فهم هذه المشكلة ووضع حلول لتفادي قبول جسيم يسير بسرعة أسرع من الضوء، وصدرت عدة نكات تسخر من فكرة أن النيوترينو أسرع من الضوء.
الخبر غريب، المعروف أن سرعة الضوء هي حوالي 300,000 كيلومتر في الثانية، اكتشف العلماء في سيرن بعد عدة اختبارات وعلى مدى سنوات أن النيوترينو حينما أطلق مسافة 720 كم بين نقطتين في الأرض أنه يصل قبل الضوء بقدر 60 جزء من مليار من الثانية قبل وصول الضوء، ذلك يعني أن أحد الأعمدة الأساسية في الفيزياء يتحطم، فلا تصبح سرعة الضوء هي السرعة القصوى في الكون، ويترتب على ذلك إعادة النظر في الكثير من القضايا الفيزيائية التي تعتمد على فكرة الحدود العليا لسرعة الضوء. قام العلماء في سيرن بإعادة التجربة بشكل أدق، خصوصا بعد أن نال منها العلماء ومحصوا في الورقة العلمية وأثخنوا فيها الجراح، والتجربة الثانية بينت أن النتائج لم تتغير، بل لا تزال تبين التجربة أن النيوترينو أسرع من الضوء. لم ييأس العلماء من الرد على هذه التجربة، والنظرة العامة لهذه التجربة المذهلة هي أن لابد أن فيها خطأ، وأنه لا يمكن أن يكون هناك شيء يسير بسرعة أسرع من الضوء.

2. ومن أكبر الأخبار العلمية التي أثارت موجة من الخوف هو خبر المفاعل النووي الياباني في فوكوشيما، كارثة هائلة حلت باليابان وأهاليها، فبسبب موجة من التسونامي تسبب فيها زلزال قدره 9.0 على مقياس ريختر تعطل النووي الياباني، وتعطُّل المحطة النووية لا يعني توقفها، على العكس من الأجهزة الكهربائية أو الميكانيكية التي حينما تتعطل فإنها تتوقف، فالمحطة النووية حينما تتعطل ترتفع درجة الحرارة فيها إلى درجات عليا، وذلك بسبب توقف التبريد أثناء استمرار التفاعلات النووية الحارة جدا، تصل درجات الحرارة إلى مستويات يذوب فيها لب المفاعل النووي، وينفجر، ثم تنطلق إنبعاثات مدمرة مشعة سامة قاتلة في الأجواء، مما يحول منطقة مأهولة بالسكان إلى منطقة محظورة لآلاف السنين. فخذ على سبيل المثال، تشيرنوبل قبل 25 سنة، لا تزال المنطقة المحيطة بها محظورة، لا يدخلها إلا المتهور. حادثة فوكوشيما تركت أثرا سلبيا في الكثير من الدول المتطورة، فقررت ألمانيا والسويس أن تبدآن بإلغاء تدريجي للمفاعلات النووية.

1. الفيس بوك والتويتير يساهمان في الربيع العربي، أكثر الأخبار تناولا بشكل يومي وإلى يومنا هذا هو خبر الثورات في العالم العربي، وبغض النظر عن الأسباب الأساسية التي أدت لهذه الثورات إلا أنها لم يكن بإمكانها النجاح بهذه الدرجة لولا وجود مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والتيويتر، ولذلك حكومات الكثير من الدول التي تحركت فيها الجماهير حاولت بشتى الطرق منع الناس من الدخول على الإنترنت والتواصل، الباحثين في جامعة واشنطن في سياتل (Unversity of Washington Seatle) حللوا ملايين التويتات واكتشفوا أن النشاط المصرى في التويتر ازداد مئة مرة قبل الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك. وأتذكر أن الكثير من التحركات على هذه الشبكات كانت تبدأ بالاتفاق على التحرك من خلال موقع ينشأ خصيصا لها، وفي المقابل واللافت للانتباه أنه اُستغلت هذه الشبكات أيضا للوقوف ضد بعض الثوارت ولتثبيطها وتخويف المتظاهرين فيها في بعض الدول أيضا.

 كل عام وأنتم بخير.

مقالات ذات صلة

‫12 تعليقات

  1. حقا انا تطورت مداركي مع استماع من بودكساتك المشوقة وانا حقا اشكرك على المعلومات المفيدة حتى ان اهلي عجبهم البودكسات ويسئلوني كل يوم “هل نزل السايوير حلقة جديدة!” واتمنا لك التوفيق وان تزداد عدد مستمعيك

  2. انا متابع من اول ما نزل البود كاست
    اشكرك علا المعلومات الرئعه اللي استفدناها منك
    واتمنى لك التوفيق وامتاعنا بمواضيع رائعه كعادتك

  3. مرحبا،
    مما لا شك فيه اننا مقدمون على عصر جديد تتغير فيه المعطيات وتتسارع فيه وتيرة الاحداث والتطورات في جميع المجالات وليس فقط العلميه، وسايوير بودكاست ساهم بشكل كبير جدا في تعريفي على الكثير من القضايا صعبة الفهم كالاكوان المتوازيه والذرة والزمن والنسبيه ، هذه اكثر الحلقات التي استمتعت بها اشد استمتاع ، وما اعجبني عدم اقحامك الدين في كل شيء فالعلم علم والدين دين ، لك كل التقدير عزيزي واخي في الانسانيه واتمنى مراسلتك شخصيا فانا اعزم على نشر حلقاتك الصوتيه كفيديوهات في اليوتيوب . خطرت الفكره ببالي واتمنى ان ينظر اليها بجديه .

  4. تحية طيبة اخي محمد قاسم، نحن فعلا محتاجين لاشخاص مثلك ممن يشعلون شمعة في هذا الظلام العربي الدامس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى